1444/08/24
من لم يفهم بالسلم سيفهم بالقوة، ومن لم تستطع التعامل بلغة الحوار، فأفواه البنادق هي المتحدث الرسمي معه في ساحة المعركة، وحينئذ لا صوت يعلو صوت اليمنيين، ولا قضية تستحق التضحية، إلا الدين والأرض، الأمر الذي توكده شريحة كبيرة من أبناء الشعب اليمني وقيادته.
نستشرف معكم ملامح مرحلة قادمة قد تكون أشد وجعًا على تحالف العدوان، الذي ما فتئ يراوغ كسباً للوقت، ويمتنع عن صرف مرتبات الموظفين، من عائدات ثروات اليمن المسروقة، التي تذهب إلى البنك الأهلي في الرياض.
خطواتٌ إضافية
وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس خلال حديثه لقناة المسيرة يضع شروطًا لاستئناف تصدير الغاز اليمني المسال، وتتمثل هذه الشروط في تعديل أسعار بيع الغاز وفق الأسعار العالمية في الوقت الراهن، بالإضافة إلى الاتفاق على صيغة ضامنة لتوظيف عوائدها المالية لحساب مرتبات موظفي الدولة والخدمات العامة، الأمر الذي ينعكس على بقية العائدات النفطية، التي تطالب صنعاء بصرف المرتبات منها، وتتقدم قضية المرتبات أولويات المجلس السياسي الأعلى في مفاوضاته مع العدو، الذي يراهن على اللعب بكشب الوقت.
بدوره يؤكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع العميد عبد الله بن عامر: "المرتبات وحقوق اليمنيين في ثروتهم هي القضية الرئيسية التي يحاول المعتدي التهرب منها، فبعد رفض الحلول المطروحة اتخذت صنعاء إجراءات نتج عنها إيقاف التصدير وتوقف شركات عن العمل، وبالتأكيد أن هذا الوضع لن يستمر طويلا فالمسؤولية الوطنية تحتم ضرورة اتخاذ خطوات إضافية وفي القريب العاجل"، وهنا ما يشير إلى اقتراب اندلاع شرارات الوجع الكبير، وآخر عملية قبل الهدنة "كسر الحصار الثالثة" تشهد بذلك.
رواتب ستة شهور
وعن الموارد النفطية السيادية اليمنية يقول نائب وزير الخارجية حسين العزي في تدوينة على (تويتر): "مواردنا النفطية والغازية لشهر واحد فقط تكفي لتغطية رواتب القطاع العام 6 أشهر على الأقل، ولجوء المرتزقة لأساليب تهريب غير معلنة لمواصلة نهب الثروات ليس حلا لأنها مكشوفة وستواجه بإجراءات صارمة"، مضيفاً "الحل فقط يكمن في احترام حقوق ومطالب الشعب اليمني، والكف عن الإصرار المخجل على سرقة ثرواته".
رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر عبدالرحمن الأهنومي، يصف الضربة التحذيرية بالحاسمة، ويؤكد أن "معادلة حماية الثروة التي أطلقها السيد -حفظه الله- في خطاب العيد الثامن لثورة سبتمبر دخلت مرحلة الفعل والعمل الناجز من حينها، فأول سفينة حاولت كسر المعادلة استهدفت بضربة تحذيرية منعت السفينة من النهب وغادرت وبما يرسخ معادلة حماية الثروة في الواقع".
تداعياتٌ استراتيجية
من جانبه يقول الإعلامي زيد الغرسي: "قرار صنعاء بمنع نهب النفط اليمني سيكون له تداعيات استراتيجية ايجابية لصالح الشعب اليمني وسيئة على المرتزقة ودول العدوان، في جميع الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية"، مذيلا تغريدته بعبارة "ضربة معلم"، في إشارة إلى صوابية قرار منع نهب النفط اليمني وثرواته التي هي ملك لهذا الشعب.
وكانت قد أعلنت شركة انتاج النفط "بترومسيلة" بحضرموت، التوقف القهري عن العمل وتسريح العمال، مؤكدة بأنها لم تعد قادرة على إنتاج المزيد من النفط، وذلك بعد يومين فقط من فرض صنعاء وقف تهريب النفط اليمني عبر موانئ المحافظة، أعلنت شركة "جنة هنت" الأمريكية لاستخراج النفط اليمني عن وقف إنتاج النفط في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بعد تهديدات تلقتها من قوات صنعاء لوقف عملية نهب الثروات اليمنية ومغادرة اليمن.
مسألةُ وقت
وفي السياق نفسه تقول سماح القاضي، الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي: "بعد قطع الإمداد عن حكومة الفنادق ومنع نهب النفط اليمني، ما هي إلا مسألة وقت ويتم إغلاق قطاعات النفط في حضرموت وشبوة بعد امتلائها، وستسأم السعودية من دفع الأموال لأتباعها من خزينتها، وسيخضع التحالف لمطالب حكومة صنعاء بدفع الرواتب كافة وفتح المطارات والموانئ".
وخلال 6 أشهر من الهدنة أوضحت شركة النفط أن ما تم نهبه من النفط اليمني حوالي 10 مليون برميل نفط خام بقيمة حوالي 1.1 مليار دولار، مؤكدة أن هذا المبلغ كافيًا لصرف رواتب موظفي الدولة كافة لسنة كاملة، وذكرت وزارة النفط أيضًا أن 19.1 مليار ريال ما يبيعه المرتزقة من الغاز المنزلي شهريا وهي عائدات 2490 مقطورة تتوزع في 5.4مليون أسطوانة.
إن بدء القوات المسلحة بتثبيت معادلة منع نهب الثروات اليمنية، جاءت بعد اتخاذ القرار، ودخلت حيّز التنفيذ على قاعدة أن نفط اليمنيين وغازهم لليمنيين فقط، ضمن بند صرف مرتباتهم وتحسين الجانب الخدمي، وإن كانت الشركات النفطية قد استوعبت الخطورة، خصوصاً بعد أن شاهدت السفينة NESSOS KEYA الموت هي وطاقمها حال اقترابهم من ميناء الضبة النفطي، بيد أن المرتزقة لم يستوعبوا الأمر بعد، حيث يحاولون الالتواء على قرار صنعاء بتهريب النفط باستخدام طرق أخرى، وفي الصعيد العام قد تتسع نيران اللهب لتشمل عواصم تحالف العدوان، إن لم يستجب لمطالب الشعب اليمني، ولهذه النقلة إذا حدثت مضاعفاتها الخطيرة على الساحة الإقليمية والدولية.
2022-11-08
1444/11/04
1444/11/04
1444/11/03
1444/11/01
1444/10/24
1444/10/18
1444/10/17
1444/10/17
1444/10/11
1444/10/07
1444/10/04