الجمعة ، 17 جمادى الأول ، 1445

الجمعة ، 17 جمادى الأول ، 1445

ماذا يجب أن يكون بعد ذكرى المولد النبوي الشريف؟

فقه وثقافة

بفضل الله أحيينا المولد وأقمنا الفعاليات والموالد والمدائح النبوية، بقي الركن الثاني وهو الأهم.. 

بل هو الهدف من إحياء هذا اليوم العظيم، وهو: ماهي الأعمال والواجبات التي نقوم بها تجاه أنفسنا؟

ليس ذكرى مولده فقط.

هذه الأعمال هي التي تجعلنا متفاعلين مع مولد النبي تفاعلا حقيقيًا، متناغمين مع دعوته تناغمًا عمليًا فلننظر ماهي أعمالنا تجاه مولد النبي:

أولًا: تحويله من محطة احتفال إلى منصة انطلاق واكتمال..

- جعله منبعثا ومبعثا روحيا لنا ولأهلنا لنزداد طهارة ونورا.

- نزداد همة وحركة قالبية. ننظر في زوايا حياتنا الصغيرة.

- ثم نبعث الحياة في كل زاوية عمها الظلام والركود والكسل.

 

ثانيًا: المولد من اليوم (التاريخي) إلى اليوم (التغييري)

-ننطلق به لعوائلنا وأحبابنا ومن يثقون بنا، ومن لا يلتقون بنا.

نبعث الخير في محيطنا الذي نصله.

عندما ولد النبي، طّور المقربين، وأرشد العالمين، وسار في الناس نورا بهيجا بشيرا.

فمولد النبي ليس فاصلا زمنيا؛ بل هو حركة متجلية نورية.

ويبقى السؤال الأهم.. ما الذي سيتركه المولد فينا من أثر؟

 

ثالثًا: القرار الواثق بالتأسي الصادق، ومحطات التأسي والاقتداء كثيرة غزيرة، ويمكن لكل واحد منا أن يختار جانبًا نبويًا مشرقًا ثم يجعله منزل الاقتداء، ومنزلة الانتماء.

وخذ مثالًا..

صبره في تحقيق الأهداف

فمن يوم مولده الشريف إلى لحظة قبض روحه الشريفة، كم عانى؟

كم جاهد؟ كم تعب وكد وعمل؟ كم استخفوا برسالته؟

ثم ماذا؟ ثم ها هو اليوم بعد مئات السنين

تحتفل البشرية بذكرى مولده، وتعظمه، وتحيي سيرته في كل مكان.

 

هذا درس بليغ للجميع دون استثناء

لنبعث روح الأمل، والعمل، والجد، والصدق في يوم مولد رسول الله، هذا هو التأسي الصادق.

 

يوم مولده يؤكد علينا تكليفًا جديدًا

تنزيه وإزالة ما علق بمولده ورسالته من اتهامات وبيان جماليات الإسلام 

وبيان معالم الكمال والترابط في شريعته.

في أيام أدائه للرسالة في ذلك الزمان.

كان معه مَن نصره.

واليوم الفرصة متاحة لنكون منهم، ونقوم بنصرته:

- أولا: بتمثيله خير تمثيل.

- ثانيا: بدفع الشبهات والاتهامات.

وهكذا تنبعث فينا روح النصرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 

رابعًا: اغتنموا المولد:

- بقرار لترك ما يمنعكم عن الله

- بقرار للاقتراب من الطاعات

- بقرار للمجاهدة

فالقرار إقرار وارتفاع.