مجاهد الصريمي
1445/03/01
يجد الناظر في كتاب الله العزيز، والمتتبع لسيرة ومسيرة نبي الرحمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وكذلك لحركة قرناء القرآن من بعده، الكثير من النصوص التشريعية والتوجيهات التربوية، التي تحث على ضرورة إدخال مبدئ التنمية المستمرة في التركيبة النفسية والوجدانية للفرد والمجتمع، عن طريق التربية الدينية والبناء الإيماني، لكي يصبح التحرك العملي والنشاط السلوكي مقاماً لتجسيد المعتقدات والقناعات في عالم الحس والمشاهدة، كما تعيش في كوامن النفس وتنبض بها خلجات القلب وتسري في كل ومضةٍ من إحساس ودفقةٍ من شعور، سواءً بسواء، ومن دون زيادة أو نقصان، فكلنا يقرأ قول رب العزة جل ذكره: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}. وقوله: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. وقوله { فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}. وقوله تبارك اسمه: { وقل رب زدني علماً}. وغيرها الكثير من الآيات الكريمة التي تأمر المسلمين بالسعي الحثيث المبني على الوعي بالكيفية العملية المنتجة للقوة المُحتاج إليها الواقع المهدد بالأخطار، والمعرض لمواجهة أكثر من تحدٍ على مستوى الحال والاستقبال، ولم تعد القوة محصورة في المجال العسكري ومتعلقاته، إذ تطور مفهوم الحروب واتسعت دوائر المواجهة، وبات من اللازم التحرك لإيجاد القوة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية والتربوية والثقافية والإعلامية والفنية والأدبية والصحية، فكل ما له علاقة بحياتنا هو ساحة حرب وميدان مواجهة، وتغافلنا عن هكذا حقيقة سيكلفنا الكثير، ولربما لا سمح الله تأتينا الهزيمة الشاملة في الوقت الذي نعتقد أننا قاب قوسين أو أدنى من حيازة شرف الانتصار العظيم.
إن حاضرنا الزمني وحالنا الإنساني والوطني المعبرين عن ثورة مجيدة ، وإرادة صادقة لنيل الحرية وتحقيق الاستقلال، ورغبة في احداث التغيير نحو الصلاح ، يحتاجان لنوعية من العاملين المتصدرين لميادين المسؤولية، نوعية بلغت في مستوى وعيها للناهج والتزامها به الحد الذي إشار إليه الشهيد القائد رضوان الله عليه، بقوله في ما معناه: إن المؤمن الحقيقي هو ذلك الذي يعتبر كل عمل يقوم به، عملاً من الأعمال الواجب القيام بها لكونها جزء من ما فرضه الله عليه من العبادات التي تحقق له القرب من الله وتضمن له الفوز والنجاة في الدارين.
نحتاج لمَن يعي ما معنا أن أقول: أنا أتحرك في سبيل الله، ويعي ما حق هذه الكلمة على صعيد الانتماء والحركة والأداء العملي، فسبيل الله لا يقبل القسمة على اثنين؟ الله ، والنفس ، أبداً، ويرفض الاستئثار بشيء من فضول الحطام، ويرفض أصحاب النزعات المريضة ، من كبر وطمع وعدوانية وطغيان وظلم وحب للذات وتواكل وانهزامية ، والحرص على أن يأخذ قبل أن يعطي أو بعد ذلك مرفوضٌ لدى سبيل الله، لأنه عطاء دون انتضار للحظة الأخذ ، وموسم للزراعة دون أن يحرص الزارع على الحصاد هو ليستفيد من ثمرة ما زرع ، فهو يزرع وأجره على الله، وليكن الحصاد اليوم أو غداً ، بيده أو بيد سواه، ليس مهم، المهم أنه باع من الله نفسه وماله، فلا يخل بعقد البيع والشراء بينه وبين ربه.
إننا نحتاج اليوم فقط لروحية عملية تستطيع الارتقاء بمستوى نشاطها إلى مستوى المنهاج الذي نحمله، ونتحدث عنه ونسرد مزاياه في كل مناسبة واحتفالية، وفي كل مرحلة زمنية، نحتاج إلى الشخصية الفاعلة التي تقف على كل ما قام به الشهيد القائد رضوان الله عليه، من مهام وأدوار، وقاده من تحولات، لتكتشف على ضوء ذلك ما ينتضرها للقيام به من مهام وأدوار وتحولات هي من سنخ المشروع وأصلاً من أصول التأكيد على حقيقة انتمائها إليه، وانطلاقتها بناءً على تمثلها له، واستقامتها عليه، وفق معاييره الداعية إلى التجدد والإبداع ، من خلال الانطلاق من الواقع إلى النص القرآني، والعودة من النص إلى الواقع، وذاك ما نفهمه من قوله: عين على الأحداث وعين على القرآن.
1445/03/09
1445/03/08
1445/03/08
1445/03/07
1445/03/06
1445/03/06
1445/03/06
1445/03/05
1445/03/03
1445/03/02
1445/03/01
1445/03/01