إذا قالت لكم "صَنعا" فسَمْعا
فإنّ القولَ ما قالتْهُ "صَنعا"
لقد صبرتْ عليكم حين ظلّتْ
على أعصابِها سِتّاً وسبعا
وهاهي بعد هذا اليوم قامت
تجمّعُ أهلها الأبطالَ جَمعا
تحذّرُكمْ وتقرؤكم بياناً
فكونوا أيها الأعداءُ أوعى
ستأخذُ ثأرَها منكم جميعاً
وترغمكم بها كُرهاً وطوعا
وتبطشُ بالغزاةِ ومَن أتوها
وما تركوا بها للناسِ مَرعى
لقد حاصرتموها من سنينٍ
وحشّدتم عليها كلّ أفعى
وباتت والقنابلُ من سماها
عليها والقذائفُ وهي جوعى
فما انكسرتْ لكم يوماً وذلّتْ
وما ذرفتْ برغمِ الجرحِ دمعا
وما تعبتْ وما خارتْ قِواها
ولكن أحسنتْ بالصّبرِ صُنْعَا
فإنْ عدتم لها عادتْ جحيماً
وتدفنكم بها وتراً وشفعا
ويرجع كلّ مَن جاؤوا إليها
بلا سببٍ على الأحمال صرعى
فقد غدروا بها في الحربِ غدراً
وخانوا حقّها عُرفاً وشَرعا
لقد كانتْ لهم أمّاً وأصلاً
فخانوا أمّهم أصلاً وفرعا
نحذّركم فلو غضبتْ غضبنا
ولو قالت لقال الناسُ: سمعا