عبد الله البردوني
1444/08/26
بُشْرَى مِنَ الغَيبِ أَلْقَتْ فِي فَمِ الغَارِ
وَحْيًا وَأَفْضَتْ إِلَى الدُّنْيَا بِأَسْرَارِ
بُشْرَى النُّبُوَّةِ طَافَتْ كَالشَّذَى سَحَرًا
وَأَعْلَنَتْ فِي الرُّبَا مِيلاَدَ أَنْوَارِ
وَشَقَّتِ الصَّمْتَ وَالأَنْسَامُ تَحْمِلُهَا
تَحْتَ السَّكِينَةِ مِنْ دَارٍ إِلى دَارِ
وَهَدْهَدَتْ "مَكَّةَ" الوَسْنَى أَنَامِلُهَا
وَهَزَّتِ الفَجْرَ إِيذَانـًا بِإِسْفَارِ
***
فَأَقَبَلَ الفَجْرُ مِنْ خَلْفِ التِّلاَلِ وَفِي
عَيْنَيهِ أَسْرَارُ عُشَّاقٍ وَسُمَّارِ
كَأَنَّ فَيضَ السَّنَا فِي كُلِّ رَابِيَةٍ
مَوْجٌ وَفِي كُلِّ سَفْحٍ جـَدْوَلٌ جـَارِي
تَدَافَعَ الفَجْرُ فِي الدُّنْيَا يَزُفُّ إِلَى
تَارِيخِهَا فَجْرَ أَجْيَالٍ وَأَدْهَارِ
واستقبلَ الفتحُ طفلًا في تبسُّمِه
آياتُ بشرى و إيماءاتُ إنذارِ
و شَبَّ طفلُ الهدى المنشود متّزرًا
بالحقّ متّشحًا بالنورِ و النارِ
في كفِّه شعلةٌ تهدي و في فمهِ
بشرى و في عينِه إصرارُ أقدارِ
و في ملامحِهِ وَعْدٌ و في دمهِ
بطولةٌ تتحدَّى كلَّ جبَّارِ
***
وَفَاضَ بِالنُّورِ فَاغَتَمَّ الطُّغَاةُ بِهِ
وَاللِّصُّ يَخْشَى سُطُوعَ الكَوكَبِ السَّارِي
وَالوَعْيُ كَالنُّورِ يُخْزِي الظَّالِمِينَ كَمَا
يُخْزِي لُصُوصَ الدُّجَى إِشْرَاقُ أَقْمَارِ
نَادَى الرَّسُولُ نِدَاءَ العَدْلِ فَاحْتَشَدَتْ
كَتَائِبُ الجَوْرِ تُنْضِي كُلَّ بَتَّارِ
كأنّها خَلْفَهُ نارٌ مجنّحةٌ
تَعْدُو وقدَّامه أفواجُ إِعصارِ
فَضَجَّ بِالحَقِّ وَالدُّنيَا بِمَا رَحُبَتْ
تَهْوِي عَلَيهِ بِأَشْدَاقٍ وَأَظْفَارِ
وَسَارَ وَالدَّرْبُ أَحْقَادٌ مَسَلَّخَةٌ
كَأَنَّ فِي كُلِّ شِبْـرٍ ضَيغَمًا ضَارِي
وَهَبَّ في دَرْبِهِ المَرْسُومِ مُنْدَفِعًا
كَالدَّهْـرِ يَقْذِفُ أَخْطَارًا بِأَخْطَارِ
***
فَأَدْبَرَ الظُّلْمُ يَلْقَى هَا هُنَا أَجَلًا
وَهَا هُنَا يَتَلَقَّى كَفَّ ... حَفَّـارِ
والظلمُ مهما احتمتْ بالبطشِ عصبتُه
فلم تطقْ وقفةً في وجه تيّارِ
رَأَى اليَتِيمُ أَبُو الأَيتَامِ غَايَتَهُ
قُصَوى فَشَقَّ إِلَيها كلَّ مِضْمَارِ
وَامْتَدَّتِ المِلَّةُ السَّمَحَا يَرِفُّ عَلَى
جَبِينِهَـا تَاجُ إِعْظَامٍ وَإِكْبَارِ
***
مَضَى إِلَى الفَتْحِ لاَ بَغْيًا وَلَا طَمَعًا
لَكِنْ حَنَانًا وَتَطْهِيرًا لأَوْزَارِ
فَأَنْزَلَ الجَوْرَ قَبْرًا وَابْتَنَى زَمَنًا
عَدْلًا تُدَبِّرُهُ أَفْكَارُ أَحْرَارِ
***
يَا خَاتَمَ الرُّسْلِ هَذَا يَومُكَ انْبَعَثَتْ
ذِكْرَاهُ كَالفَجْرِ في أَحْضَانِ أَنْهَارِ
يَا صَاحِبَ المَبْدَأِ الأَعْلَى، وَهَلْ حَمَلَتْ
رِسَالةَ الحَقِّ إِلاَّ رُوحُ مُخْتَارِ؟
أعلى المبادئِ ما صاغتْ لحاملِها
من الهدى و الضحايا نصب تذكارِ
فكيف نذكرُ أشخاصًا مبادئُهمْ
مبادئُ الذئبِ في إقدامِه الضاري ؟ !
يبدون للشعبِ أحبابًا و بينهمُ
و الشعب ما بينَ طبعِ الهرِّ و الفارِ
ما لي أغنّيكَ يا " طه " و في نَغَمِي
دمعٌ و في خاطري أحقادُ ثوّار ؟
تململتْ كبرياءُ الجرْحِ فانتزفتْ
حقدي على الجورِ من أغوارِ أغواري
***
يا " أحمدَ النورِ" عفوًا إنْ ثأرتُ ففي
صدري جحيمٌ تشظّتْ بين أشعاري
طه إذا ثارَ إنشادي فإنَّ أبي
حسّانُ أخبارُه في الشعرِ أخباري
أَنَا ابنُ أَنْصَارِكَ الغُرِّ الأُلَى قَذَفُوا
جَيشَ الطُّغَاةِ بِجَيشٍ مِنْكَ جَرَّارِ
تَضَافَرَتْ فِي الفِدَا حَوْلَيكَ أَنْفُسُهُمْ
كَأَنَّهُنَّ قِلاَعٌ خـَلْفَ أَسْوَارِ
نحنُ اليمانين يا طه تطيرُ بنا
إلى روابي العُلا أرواحُ أنصارِ
إذا تذكّرتَ " عَمَّارًا" ومَبْدَأَهُ
فافخرْ بنا إنّنا أحفادُ " عمّارِ "
"طَهَ" إِلَيكَ صَلاَةَ الشِّعْرِ تَرْفَعُهَا
رُوحِي وَتَعْزِفُهَا أَوتَارُ قِيثَارِي
2019-10-30
1444/11/04
1444/11/04
1444/11/03
1444/11/01
1444/10/24
1444/10/18
1444/10/17
1444/10/17
1444/10/11
1444/10/07
1444/10/04