الجمعة ، 17 جمادى الأول ، 1445

الجمعة ، 17 جمادى الأول ، 1445

صمود السنوات الثمان.. اليمنيون يسطرون ملحمة النصر القريب بتماسك هزم العدوان في كل المجالات

تقارير

على مدى ثماني سنوات مارست دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي أبشع الجرائم حربًا وحصارًا بحق الشعب اليمني؛ إلا أنه تجاوز كل التحديات، وتغلب على الصعوبات، وكسر الحصار بقوة صموده وعزيمته وثقته بالله وتوكله عليه، وهو شعبٌ يستلهم الصمود من هويته الإيمانية وتاريخه المتفرد بالقوة التي طالما قهرت المعتدين على أرضه التي دفنت فيها جحافل الإمبراطوريات، ونطل عليكم من نافذة الصمود والتماسك الشعبي من مختلف نواحيه.

 

صمود الأحرار

السيد القائد في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة للصمود، يعتبر أن صمود أسر الشهداء، الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم رضاهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات، هو من أهم مظاهر الصمود الشعبي، إضافةً إلى صمود الجرحى والأسرى وأهاليهم، وكذلك أُسر المرابطين في الجبهات.

السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يلفت في كلمته بالذكرى السابعة للصمود في معرض حديثه عن مظاهر الصمود الشعبي إلى أن "من مظاهر هذا الصمود المهمة جداً: محدودية النزوح، كان من الأهداف الرئيسية لتحالف العدوان منذ اليوم الأول: أن ينكبوا هذا الشعب، فيتحول أكثر أبناء هذا الشعب إلى نازحين".

 ويضيف السيد القائد أنهم "أكثرهم لم يتحولوا إلى مُجَـرّد لاجئين في مخيمات، إنما استقروا، ونشطوا ضمن حركة هذا الشعب، وواصلوا مسيرتهم في الحياة بشكلٍ عملي".

 

صمود زراعي

استمرار النشاط الزراعي، بالرغم من الاستهداف المباشر للحقول الزراعية بالقصف، والحصار الشديد الذي عانى؛ بسَببِه المزارعون أشد المعاناة في الحصول على المشتقات النفطية، أيضاً هو من مظاهر الصمود في الواقع الشعبي العام، بحسب ما أشار إليه السيد القائد في خطابه بذكرى الصمود السابعة.

كما يعتبر السيد القائد في ذات الخطاب أن استمرار النشاط الزراعي هو من أهم مظاهر الصمود الوطني، بالإضافة إلى الحركة التجارية والنشاط العمراني، رغم إمعان تحالف العدوان في قصف الأسواق وسائل النقل والمنافذ الرئيسية في المحافظات، وقصف آلاف المنازل والمنشآت المتنوعة والمصالح العامة.

وزارة الصناعة في إحصائياتها بمناسبة الذكرى الثامنة للصمود، أكدت أن القطاع الخاص تكبد خسائر فادحة تقدر بأكثر من 75 مليار دولار كتقديرات أولية، موضحة أن العدوان استهدف أكثر من 12 ألف منشأة تجارية في المحافظات، قدرت خسائرها بأكثر من 12 مليار دولار.

وأضافت وزارة الصناعة والتجارة، أن العدوان استهدف أكثر من 700 سوق شعبي ومركزي في المحافظات قدرت خسائرها بأكثر من مليار و400 مليون دولار، ومعروفة وكثيرة وموثقة هي الجرائم التي ارتكبتها طائرات العدوان بحق اليمنيين في الأسواق، إلا أن الجرائم بفداحتها لم تمنع اليمنيين من ارتياد الأسواق وممارسة النشاط التجاري.

 

صمود اجتماعي

التكافل الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني، مع المعاناة الشديدة، أيضاً من مظاهر الصمود والتماسك الشعبي، وبحسب ما يشير إليه السيد القائد في كلمته بالذكرى السابعة للصمود، هناك نشاط ممتاز في مسألة التكافل الاجتماعي، وتممت هذا النشاط هيئة الزكاة بجهودها المباركة، وأنشطتها الواسعة، والمبادرات الاجتماعية.

في هذا السياق تضمنت الخطط التنفيذية للمرحلتين الأولى والثانية من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، تنفيذ أنشطة وبرامج على مستوى الوزارات والمحافظات والمديريات لتفعيل علاقة التكافل بين أبناء المجتمع بما يحقق التنمية والأمن وتعزيز صمود الجبهة الداخلية، وتحصين البلاد من أي أفكار هدامة تمس النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية أو أي ممارسات تخدم العدوان، فضلاً عن إحياء النظام الاجتماعي التكافلي المعزز للتنمية، بما يتوافق مع القيم الأصيلة والهوية الوطنية.

استمرار التحشيد بالرجال والمال إلى الجبهات مع كثرتها وامتدادها الواسع، يعتبره السيد القائد من مظاهر الصمود والتماسك الشعبي، ومما يدل على قوة الإرادة، والثبات على الموقف، والوعي من خلال الاستجابة العملية والصبر والثبات، وهنا يتجلى ذلك بأبهى صوره حيث يقضي معظم اليمنيين عيدهم في جبهات العزة، قادمين إليها بقوافل العطاء.

أضف إلى مظاهر الصمود الشعبي، النشاط البارز لليمنيين في المظاهرات والمسيرات والوقفات والمناسبات، وحتى مارس 2022 تؤكد الإحصائيات أن المظاهرات والمناسبات الدينية التي أحياها اليمنيون أكثر من مئة وأربعة وسبعين ألفاً، فيما بلغت الوقفات في القبل والأحياء السكنية والمدن أكثر من 600 ألف وقفة تعبر عن عنفوان وحياة وقوة وإرادة وتحرك وضمير حي.

 

صمود عسكري أمني

وهكذا الصمود في كل المجالات، هو العنوان الذي نرى مصداقيته في الأداء العملي في كل المجالات والجبهات، بالرغم من الظروف الراهنة، بما فيها من صعوبات وتحديات، لكننا نجد ثمرة هذا الصمود، عزةً، كرامةً، نصراً، هناك الكثير من الانتصارات لشعبنا، ويقابلها الكثير من الإخفاقات لأعدائنا، هكذا يصف السيد القائد الصمود والتماسك الشعبي في خطابه بذكرى الصمود.

ويتصدر مظاهر التماسك الشعبي الصمود العسكري في الميدان، في ظل الظروف الصعبة، بصمود المرابطين الذين اتجهوا إلى جبهات القتال لمنع الأعداء من احتلال هذا البلد والسيطرة عليه، ناهيك عما يتعلق بالتصنيع الحربي، وهو من المتطلبات الأَسَاسية في التصدي للعدوان، الأمر الذي أشار إليه السيد القائد في كلمته بمناسبة الذكرى السابعة للصمود.

كذلك الصمود المنقطع النظير في الجبهة الأمنية، ويؤكد السيد القائد في ذات الكلمة، أن "هناك عمل كبير جـدا في هذه الجبهة لإفشال مخطّطات الأعداء، الذين خططوا للكثير من العمليات التي فشلت- بحمد الله سبحانه وتعالى- على يد الإخوة في الأجهزة الأمنية، ووفقهم الله توفيقاً كَبيراً في ذلك.

 

صمود اقتصادي

الصمود في الجبهة الاقتصادية هو أيضًا من أهم مظاهر التماسك والصمود الشعبي، وفي مقدمته التماسك أمام مساعي العدوّ للانهيار العام على المستوى الاقتصادي، فضلًا عن الاهتمام الكبير بالنشاط الزراعي، والسعي لإيجاد بيئة تساعد على الاستثمار المحلي، وهو ما لفت إليه السيد القائد في كلمته بالذكرى السابعة للصمود الوطني.

استمرارية النشاط الملموس تشغيل الخدمات الضرورية ولو في حدها الأدنى، هو من أبرز مظاهر الصمود على المستوى الخدمي، وعلى مستوى الجبهة التعليمية والثقافية، فصمود واستمرار العملية التعليمية، رغم الظروف الصعبة للمعلمين والطلاب، وانعدام المرتبات، واستهداف تحالف العدوان للمدارس والجامعات، هو من أبرز مظاهر الصمود والتماسك، ما أشار إليه السيد القائد في خطابه بذكرى الصمود.

وخلال سنوات العدوان والحصار استطاع الشعب اليمني أن يقدم للعالم صورة نابعة من كرم العطاء والمدد والإيثار، والتي تتمثل في قوافل العطاء اللا محدود التي كانت من أهم مظاهر الصمود في وجه العدوان، الذي حاول أن يحرم أبناء هذا الشعب من كل ما هو حق له في الحياة.

قوافل العطاء التي يستمر أبناء الشعب اليمني في تقديمها خصوصا هذه الأيام، تتنوع دائمًا بين مواد غذائية، ومبالغ مالية، وملبوسات شتوية، وكذلك مجوهرات ومواش ومخبوزات منزلية وفواكه ومكسرات الأعياد، وأدوية ومستلزمات طبية وجراحية وغيرها مما تجود به الأسر اليمنية.

تجاوزت بعض هذه القوافل عشرات الملايين وأكثر في القافلة الواحدة، وشارك في إعداد هذه القوافل جميع فئات الشعب من جميع المحافظات اليمنية المحررة، كما كانت القوافل النسائية حاضرة بقوة عبر الأمهات والبنات والأخوات لمواصلة التضحية والبذل لله ودفاعًا عن الأرض والعرض.

 

ثمرة النصر

بتكامل الأدوار وتظافر الجهود يتم تطويع المستحيلات بفضل الله وعونه، والقائد ينظر لشعبه بعين الاعتزاز والفخر، حيث وصف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي صمود أبناء الشعب اليمني بقوله: "هو العنوان الذي يجسده واقع هذا الشعب في مواقفه، في أعماله، في تصرفاته".

 صمود الموظفين في أعمالهم الرسمية بدون رواتب، بالرغم من المعاناة الكبيرة، وتفاني المخلصين منهم في خدمة شعبهم، هو كذلك يعتبره السيد القائد من أبرز مظاهر الصمود والتماسك الشعبي، ويؤكد السيد القائد: "محصلة الصمود لشعبنا العزيز: هي فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه".

ويضاف إلى مظاهر الصمود والتماس الشعبي، الصمود في الجبهة الإعلامية، ويقول السيد القائد عن ذلك في خطابه بالذكرى السابعة للصمود: "هناك نشاط مكثّـف من الجهات الإعلامية من أبناء هذا البلد، من أحرار هذا البلد، الإعلاميون الأحرار الشرفاء، يؤدون واجباتهم بنشاط وصبر وجهد مكثّـف".

ويضيف السيد القائد: "صمود شعبنا، واعتماده على الله، ينبغي أن يواصل، أن نواصل الجهود جميعًا لاقتطاف ثمرة النصر، بعد أن اتضح فشل الأعداء، وبعد أن أصبحوا في مأزقٍ كبير، فالتحالف لا حل له إلَّا وقف العدوان، والحصار، وإنهاء الاحتلال".

كما يجسد اليمنيون أروع ملاحم الصمود والتماسك الشعبي هذه الأيام، ويتلمسون فرحة عيد الفطر بطريقتهم المتميزة كل عام، من خلال النفير إلى الجبهات، وفي كل عام يكون لسان حال اليمنيين "أعيادنا جبهاتنا"، قيادات وشعب، بقوافل المال والرجال.