طالب الحسني
1445/03/08
بعد انتصار الثورة في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 قدم قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خطابا تطمينيًا مبشرًا بالطموح الذي يريده اليمن ما بعد الثورة، مشيدا بالتسامح وداعيا للمصالحة الوطنية، وهذا الخطاب لا يبدو صقوريًا كما اعتقد البعض، فالثورة قوة صلبة حازمة، لأن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كان يدرك أن ذلك الانتصار خطوة ضمن حلقة كبيرة يجب أن تنجزها الثورة، ثم كان يدرك أن الثورة وإن كانت مقبولة شعبيا فهي مرفوضة اقليميا ودوليا، لأنها جاءت معاكسة تماما لخطط القوى الكبرى بما في ذلك القوى الشرقية الروسية والصينية، ولذلك ما كان يخطط له السيد القائد هو الخطاب للداخل وأكثر من الخطاب للخارج الذي لن يرضى عن الثورة.
صحيح أن السيد كرر شرح تراجع اليمن بفعل الهيمنة الخارجية والوصاية الخليجية، لكنه قدم ذلك في مضمونين:
الأول: أن ما حصل هي ارادة واستحقاق شعبيين.
والثاني: أن على المجتمع الدولي احترام هذه الارادة وترجمة الشعارات التي كانت تقول ان من حق الشعوب تقرير مصيرها ومستقبلها.
ومن الملاحظ أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حذر من استخدام القوى التكفيرية حتى أن البعض ممن لم يكن على قناعة بتوسع القوى التكفيرية الارهابية كالقاعدة، لكنهم صدموا حين رأوا أن أبرز الذين قاتلوا داخليا لمحاولة اجهاض الثورة، كانوا ممن ينتمون لتنظيم القاعدة أو الاحزاب الإسلامية القريبة من القاعدة كالإخوان المسلمين، الجناح القاعدي منها.
من المسلم به في الحركة الثورية التي قادها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن التنظيمات التكفيرية كانت هي السلاح المستخدم سعوديا، وخصوصا في المنطقة الشرقية الجوف ومارب وكذلك المنطقة الشمالية كتاف ودماج وفي الداخل عاهم كشر وصولا إلى الوسط وصولا إلى جنوب اليمن.
لقد اتضح بشكل كبير أن القاعدة والقوى التكفيرية قوة كامنة متخفية لا تظهر كثيرا ولا يتسق ظهورها سابقا مع وجودها الحقيقي ومعسكراتها المنشرة في كل الجمهورية اليمنية وتحديدا في الشمال من اليمن.
ومن الدراسات المليئة بسوء التقدير والتقييم أو تلك التي تعاكس الواقع، أن كثيرين نظروا أن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أراد أن يرسل رسالة للقوى الغربية أن اليمن جزء ممن يواجهوا القاعدة وبالتالي سيتم الحفاظ على الثورة لهزيمة المشروع التكفيري وحتى عند البعض هزيمة مشروع الاخوان المسلمين.
البعض لا يزال ينظر حتى الان لهذا التحليل السطحي، مع العلم أن الحركة الثورية كانت من أول الحركات التي شككت في استقلال القاعدة، فالشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي كان أول من قال إن القاعدة صناعة أمريكية، لاحقا كتب الكثيرين عن هذه الحقيقة، فإذا كان خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ما بعد الثورة وخلالها يفرد مساحة كبيرة للحديث عن هذا الخطر وعن الاستخدام الغربي للتنظيمات التكفيرية بالتزامن مع توسع تلك التنظيمات في سوريا والعراق وليبيا وتونس عقب الربيع العربي.
والخلاصة
أن خطاب السيد بدر الدين الحوثي خرج عن المحلي إلى العربي والاقليمي وخرج عن مخاطبة خصوم الداخل لمخاطبة خصوم الخارج.
1445/05/13
1445/05/09
1445/05/08
1445/05/07
1445/04/30
1445/04/30
1445/03/25
1445/03/25
1445/03/10
1445/03/09
1445/03/08
1445/03/08